6/4/14

فريق بحثي سعودي يكتشف نوعا جديدا من البلاستيك

 منذ أن سطعت شمس العلوم على الأرض و العرب المسلمين سباقين في كل العلوم أيا كانت ، فأبدعوا و ساهموا في تطور الحياة البشرية جمعاء ، و لكن الكثيرين تحاملوا على العقل العربي و حاولوا تحجيمه و وضعه في أطار معين ، ربما يكون ذلك للتحامل الكبير الغربي على العلوم العربية و التراث العربي ، و ربما لأهمال العرب لتراثهم و تاريخهم و عدم اهتماهم بعلومهم !

بما أن العِلْـمُ، هو كل نوع من المعارف أو التطبيقات. وهو مجموع مسائل وأصول كليّة تدور حول موضوع معين أو ظاهرة محددة وتعالج بمنهج معين وينتهي إلى النظريات والقوانين . ويعرف أيضًا بأنه "الاعتقاد الجازم المطابق للواقع وحصول صورة الشيء في العقل".  وعندما نقول أن "العلم هو مبدأ المعرفة، وعكسه الجَهـْلُ" أو "إدراك الشيءِ على ما هو عليه إدراكًا جازمًا" يشمل هذا المصطلح، في استعماله العام أو التاريخي، مجالات متنوعة للمعرفة، ذات مناهج مختلفة, لقد حقق العرب تطورات هامة فيشتى انواع العلوم من  الطب و الكيمياء و الفيزياء والرياضيات..... الخ  حيث تجاوزت انجازات علماء و فلاسفة أمتال جالينوس وابو قراط , أما في العصر الحديث فإن الباحثون و العلاء العرب قادرون علي إنتاج المعرفة والتكنولوجيا، من خلال أبحاثهم المعتمدة علي الابتكار، وتلبية احتياجات المجتمع والاقتصاد.


 بعد هده المقدمة نعد لموضوعنا الأصلي رغم أن المقدمة لصيقة بالموضوع ,و هو أن فريق من العلماء الباحثين السعودية يكتشف نوعا جديدا من البلاستيك
حيث نجح في أن يكتشف نوعا جديدا من البوليمر "البلاستيك". في هذا السياق، قال الدكتور محمد بن ابراهيم السويل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "كاوست KACST" بالسعودية: إن "كاوست" تتبع استيراتيجية جديدة وطموحة، تقوم علي تطوير وتمكين القدرات العلمية والتكنولوجية السعودية، وتوظيفها لخدمة التنمية المستدامة، عبر مجموعة من السياسات والآليات، من بينها التعاون مع المؤسسات العلمية والبحثية العالمية، خاصة وأن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا تتمتع بإمكانات كبيرة واستيراتيجية، تمكنها من المساهمة بفاعلية وجدية في جهود بناء واقتصاد المعرفة. 

  في هذا السياق، كشف الدكتور محمد السويل عن طريقة جديدة، أمكن من خلالها التوصل إلى نوع جيد من البوليمر "البلاستيك الاصطناعي"، يتسم بأنه غير قابل للتشقق، وصلب جدا، بدرجة تفوق صلابة العظام، كما يتسم بسهولة إعادة تدويره، وقابل للعودة إلى شكله الأصلي حال ثنيه أو ضغطه، ويتميز كذلك بوزنه الخفيف، وتكلفته المنخفضة، كما أنه لا يذوب في الأحماض. هذا النوع الجديد من البوليمر "البلاستيك"، يعد اكتشافا فريدا من نوعه، خاصة وأن آخر أنواع البلاستيك المكتشفة مر عليها أكثر من 20 عاما. وقد نشر هذا الاكتشاف بتفاصيله في مجلة العلوم الأمريكيةScience.  


 أضاف أن هذا الاكتشاف الحيوي قام به فريق عملي مشترك من جامعة الملك عبد العزيز العزيز للعلوم والتقنية (المركز الوطني لتقنية البتروكيماويات التابع لمعهد بحوث علم المواد في كاوست) وIBM، جامعة كاليفورنيا في بيركلي وجامعة ايندهوفن بهولندا. ويحمل البلاستيك الجديد اسم KACST-IBM Polymer. موضحا أن هذه المادة تم اكتشافها عن طريق الصدفة، وهي مجموعة من المواد الكيميائية، التي تم تسخينها، وإعادة تدويرها، بسهولة.   


أهمية التوجه نحو التطبيق والإنتاج المعرفي في سياق متصل، أشاد الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا: بالانجاز العلمي البحثي الذي توصلت إليه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. موضحا أن هذا ليس بغريب علي السعودية وإمكاناتها العلمية والتكنولوجية. موضحا أن هناك العديد من الدول العربية، التي حققت نجاحات في هذا المجال وتستحق الاشادة والتقدير، ونذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر: مصر، والإمارات، والمغرب، والأردن، ودول عربية أخرى. مشددا على أن التقدم العلمي في الدول العربية يجب أن يتوجه نحو التطبيق والإنتاج المعرفي، وهو ما يجعلنا نزاوج بين العلوم النظرية والتطبيقية، مع منح الأولوية للأخيرة.   

أكد الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار: أننا في المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا نعمل كشبكة تربط العلماء والتكنولوجيين العرب، بهدفتحفيز إنتاج وامتلاك المعرفة في المنطقة العربية، عن طريق التقارب والتعاون بين عناصر المجتمع العلمي والتكنولوجي العربي، على مستوى الأفراد والمؤسسات.   

أوضح رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا: أن البوليمر "البلاستيك" الجديد المكتشف، يشمل نوعين جديدن من البوليمرات الاصطناعية، يحملان رمز "تيتان" و"هيدرو". يمكن استخدامه في وسائل النقل، كما يمكن استخدامه في إنتاج المواد الاستهلاكية، بالإضافة إلى مواد التغليف والتعبئة، وصناعة المكونات الدقيقة في مجال الطيران والفضاء والإلكترونيات، والصلابة الخارقة التي يتسم بها البوليمر "البلاستيك" الجديد تساهم في إمكانية استخدامه في صناعة المحركات.   

أضاف أنه خلال السنوات الأخيرة، تمتع البلاستيك بأهمية استيراتيجية كبيره، لدخوله في العديد من الصناعات والقطاعات الحيوية، إذ يتواجد البوليمر "البلاستيك" اليوم في كل مكان في الحياة الحديثة، في الدهانات، والعدسات اللاصقة، ومنتجات الملابس، والبطاريات، وغيرها. ويعتبر هذا العصر، عصر البوليمر "البلاستيك" عن جدارة في الاستخدام.

المصدر أخبارنا